تتبعت تلك الفتاة بتخفي لكي لا تلحظني، كانت قد ذهبت إلى غرفة نادي الطبخ و لم يكن هناك أحد سواها، نعم تلك هي فرصتي المثالية، لكني نسيت حقيبتي في المكتبة و فيها ملابسي الإحتياطية و قفازاي و كل مستلزمات جرائمي، تبا لحظي العاثر.


أخذت مكاناً بجانب جدار الممر المقابل و بدأت أنظر إليها بإشمئزاز و هي تطبخ بسعادة و تغني بعض الألحان، و كلي شرٌ لأخنقها.


إنتهت من تحضير الكعك و أخذت الصينية لتقوم بتوزيع العينات على بعض الطلاب، خرجت راكضة نحو الممر الذي كنت فيه فتظاهرت أني أتمشى.


نظرت إلي و مدت نحوي الصينية و قالت :"عذراً يا آنسة، هل لديك بعض الوقت، أريد منك تذوق هذه العينات و إطلاعي عن رأيك."


أجبتها بإحترام مصطنع: "آسفة لكن معدتي تؤلمني الآن ربما المرة القادمة"


"اوه حسناً... إذا أعتذر لإزعاجك وداعاً " قالت، ثم ذهبت نحو الحديقة و في طريقها تعطي كل طالب عينة من كعكها المقرف ذاك، تعبتها إلى أن وصلت إلى النافورة حيث يجلس سينباي.


تقدمت نحوه بخجل و قالت :"عذرا... سينباي "


أغلق كتابه الذي كان يقرأه و أجابها :" نعم ماذا تحتاجين يا آنسة، كلي آذان صاغية"


"حسناً... لقد حضرت بعض الكعك في النادي و أنا... أنا... أنا أريد منك رأيك فيه!" ،قالت الأخيرة بتوتر و أنحنت و مدت إليه الصينية.


بدأ في الضحك ببراءة ثم قال :"هذا كل ما في الأمر، طبعاً فأنا أحب الكعك".


أخذ قطعة منه و أدخلها فمه و بدأ بمضغها، ليمتلأ خداه الورديان، نظر قليلاً للأرض ثم رفع رأسه إليها و قال :" لذيذة! هل يمكنني أخذ قطعة أخرى؟"


"اوه... طبعاً طبعاً! خذ قدر ما تشاء"، أعطته الصينية و بدأ في أكل كعكها حتى إنتهى.


نظرت إليه و قالت بحماس :"يمكنك المجيء إلى النادي في المساء! "


نظر إليها مستغرباً لتحمر وجنتاها و قالت :"أقصد... إذا أعجبتك، يمكنك القدوم في المساء إلى النادي لتناول المزيد"


"هل أنت متأكدة أنه لا مشكلة في ذلك؟ "


"لا لا! يمكنك الأكل قدر ما تريد، لا أحد يأكل ما تبقى من الطعام لذلك نرميه دائما، هذا أفضل من رميه"


"إذا كنت مصرة، سآتي قبل إغلاق نادي المدرسة بعشر دقائق، إنتظريني"


قال لها و هي غير مصدقة لما سمعته، أمسكت الصينية ثم إبتسمت في وجهه و رحلت.


في ناحية أخرى كنت أستشيظ غضباً مما حدث، كيف تجرؤ و تتكلم معه و لديها أيضا الشجاعة لتأمره.


ضربت الحائط بقبضتي ليحدث نزيف خفيف، تمالكت نفسي ثم لعقت يدي و بدأت أكر في طريقة لحل المشكلة، هيا أيانو أنت ذكية و ستجدينها.


مرت دقائق من التفكير و أنا أمشي هنا و هناك حتى خطرت في بالي فكرة، وجدتها! سأنضم إلى نادي الطبخ.



2021/01/18 · 256 مشاهدة · 412 كلمة
THE EAGLE
نادي الروايات - 2024